رغم أن أفلام الأكشن هى رأس الحربة التجارية لهوليوود، وقاعدته الجماهيرية العريضة تجعل صناعه لا يكترثون لفكرة تعدد مستويات القراءة أو العمق الفكرى والفلسفى، إلا أن الجزء الجديد من سلسلة «رجال إكس» يندرج تحت قائمة الأفلام التى تتعدد مستويات قراءتها، حيث يتحد الهدف التجارى مع القراءة السياسية المباشرة.
يقوم الفيلم على أساس من الفانتازيا التاريخية ويعتمد على عامين أساسين 1944، حيث تبدأ الأحداث فى بولندا بأحد المعسكرات النازية التى يتم عزل اليهود بها، ثم 1962، حيث تدور أغلب الأحداث فى تلك السنة التى كادت أن تنشب فيها حرب نووية بين أمريكا والسوفيت بسبب أزمة نشر الصواريخ الروسية فى كوبا، فى حين استطاعت مجموعة المتحولين أن تنقذ العالم من هذه الحرب بالتدخل لوقف المؤامرة.
المستوى الأول لقراءة الفيلم هو المستوى المرتبط باستكمال السلسلة ولكن بشكل عكسى، فبعد أن رأينا فى الجزء الثالث نهاية بروفيسور «إكزافير» و«إريك مجنيتو»، نعود هنا لنتعرف على بداية قصتيهما، ويبدو السيناريو متأثراً بنموذج دكتور «جيكل» و«مستر هايد» الذى يشير إليه بالفعل خلال الحوار، من هذه النقطة يبدأ المستوى الثانى للقراءة، فالعلاقة بين «تشارلز» و«إريك»، وبين «تشارلز» والطفرات الأخرى التى يعثر عليها ويضمها لمجموعته هى أشبه بالعلاقة المعقدة بين شخصيتى «جيكل» العالم الإنسانى بكل رقيه ورغبته فى التطور بالبشر وبين مستر «هايد» ذلك الجزء الحيوانى والغرائزى الذى بداخله، فرسالة «تشارلز» تتلخص فى أن التطور الحقيقى ليس هو التطور الجينى الذى يجعل من البشر ذوى قدرات خارقة، لكنه التطور الأخلاقى والسلوكى، ويضرب مثلاً بذلك من خلال معلومة الإنسان الأول الذى عندما تطور عن شكله الهجمى لم يحل بمكان إلا واختفت منه كل أشكال الحياة الأخرى! من هنا يناقش السيناريو نظرية أن الإنسان عدو الحياة الأول رغم أن الحياة هى التى منحته الوجود والعقل والتطور، ففى نهاية الفيلم عندما يفاجأ «تشارلز» بأن البشر الذين ساعدهم بتجنب حرب نووية ينقلبون عليه، فيقول له «إريك»: «هؤلاء هم البشر»! لكن «تشارلز» يجيبه بأن الرقى هو رقى الأخلاق والقدرة على التحكم فى الميزات العقلية الممنوحة لنا وليست فى استغلالها ضد من هم أضعف أو أقل قدرة. أما منطق «إريك» فى التعامل مع البشر من وجهة النظر المتعالية التى يرثها عن «شميت» أبيه الروحى وجلاده فى نفس الوقت فهو الذى يحيلنا لمستوى قراءة مختلف وجديد على هذه السلسلة وهو المستوى السياسى، فـ«إريك» يهودى لكن عنصريته ليست تجاه اليهود فقط ولكن تجاه كل البشر أو أشكال الحياة الذين يراهم أقل منه تطوراً وبالتالى لا يستحقون البقاء، وهى نظرة ليست بعيدة عن جوهر وجهة النظر اليهودية وتكفى عبارة «شعب الله المختار» للتدليل عليها.
بصريا.. يتفوق هذا الجزء على سابقيه من خلال الجموح الكامل نحو الخيال التشويقى، ويحسب للمخرج «ماثيو فوجين» هذا الإيقاع اللاهث الذى لا يترك أى مساحات للبطء الحوارى أو التقاط الأنفاس، ورغم تعدد القراءات الذى تحدثنا عنه فإن مساحة الحوار فى مقابل الأحداث التى تطور من الحبكة وتتصاعد بالصراع ضيقة جداً.
وعلى المستوى الشعرى فى السيناريو نجد الكثير من الإشارات ذات الدلالات الوجدانية المؤثرة مثل مشهد إصابة «تشارلز» فى نهاية الفيلم برصاصة يتفاداها «إريك» فتستقر فى عموده الفقرى لتجعله قعيد كرسى متحرك كما رأيناه منذ الجزء الأول للسلسلة، هذه الإصابة هى جزء من الدلالة الشعرية والفكرية لطبيعة الشخصيتين، فـ«تشارلز» رمز السلام والأخلاق نصف مشلول! بينما «إريك» رمز العدوانية والشر صحيح البدن (دكتور جيكل ومستر هايد مرة أخرى). فالإنسان يحمل بداخله كلا الوجهين، ولكن بأيهما يواجه العالم! هذا هو مأزق الاختيار البشرى!
يحقق 120 مليون دولار فى أول أسبوع لعرضه
بدأ عرض الفيلم الأمريكى «رجال إكس» الدفعة الأولى (X-Men First Class) فى مصر وعدد من دول العالم نهاية الأسبوع قبل الماضى، واستطاع الفيلم تصدر شباكى التذاكر الأميركى والعالمى، حيث بلغت إيرادات حتى الآن 56 مليون دولار فى أميركا وحدها، إضافة إلى 60 مليون دولار من عروضه فى العالم، ليصل إجمالى ما حققه 115 مليون دولار، ومن المتوقع تحقيق إيرادات أعلى خلال الفترة المقبلة، فى الوقت الذى تكلف فيه 160 مليون دولار أمريكى.
تدور أحداث الفيلم المستوحى من الكتب المصورة (الكوميكس) عام 1963 فى مجتمع المتحولين أصحاب القدرات الخارقة تماما مثلما درات أحداث الأجزاء الثلاثة السابقة من سلسلة «رجال إكس»، لكن قبل أن يعلنوا عن أنفسهم للعالم، ويستعرض الفيلم نشأتهم فى بدايات العصر الذرى، وقبل أن يصبح كل من «تشارلز إكسزافير» و«إيريك لينستر» هما البروفيسور «إكس» القعيد الذى يميل إلى الخير، و«ماجنيتو» الشرير، وقبل أن يصبحا ألد الأعداء، حيث كانا يعملان سوياً مع خارقين آخرين من أجل إيقاف محرقة نووية عالمية تهدد بفناء البشر وكل أشكال الحياة على كوكب الأرض.
يلعب بطولة الفيلم «جيمس ماكفوى» و«ميشيل فيسبندر» و«روز بيرن»، وأخرجه «ماثيو فوجان». وإلى جانب إيراداته الجيدة فى أسبوعه الأول، حصل الفيلم على إشادات كبيرة من عدد من النقاد، واعتبر أفضل أفلام الموسم الصيفى فى هوليوود حتى الآن، لتمتعه بالدراما الشيقة والمتعة البصرية فى آن واحد، وهو ما كانت تفتقده الصالات الأمريكية لتحقيق إيرادات كبيرة وانتعاش فى عوائد صناعة السينما منذ فترة طويلة، وتفوق الفيلم بذلك على عدد من الأفلام المتنافسة التى طرحت للعرض فى التوقيت نفسه قبل أسبوعين، والتى كان يتوقع صدارتها لشباك التذاكر فى أمريكا الشمالية، خاصة أن أغلبها أجزاء جديدة من سلاسل سينمائية شهيرة ينتظرها الجمهور منذ فترة، لكنها لم تحقق عائدات كبيرة، ومنها فيلم الرسوم المتحركة «كونغ فو باندا 2» الذى حقق100 مليون دولار فقط حتى الآن.
يقوم الفيلم على أساس من الفانتازيا التاريخية ويعتمد على عامين أساسين 1944، حيث تبدأ الأحداث فى بولندا بأحد المعسكرات النازية التى يتم عزل اليهود بها، ثم 1962، حيث تدور أغلب الأحداث فى تلك السنة التى كادت أن تنشب فيها حرب نووية بين أمريكا والسوفيت بسبب أزمة نشر الصواريخ الروسية فى كوبا، فى حين استطاعت مجموعة المتحولين أن تنقذ العالم من هذه الحرب بالتدخل لوقف المؤامرة.
المستوى الأول لقراءة الفيلم هو المستوى المرتبط باستكمال السلسلة ولكن بشكل عكسى، فبعد أن رأينا فى الجزء الثالث نهاية بروفيسور «إكزافير» و«إريك مجنيتو»، نعود هنا لنتعرف على بداية قصتيهما، ويبدو السيناريو متأثراً بنموذج دكتور «جيكل» و«مستر هايد» الذى يشير إليه بالفعل خلال الحوار، من هذه النقطة يبدأ المستوى الثانى للقراءة، فالعلاقة بين «تشارلز» و«إريك»، وبين «تشارلز» والطفرات الأخرى التى يعثر عليها ويضمها لمجموعته هى أشبه بالعلاقة المعقدة بين شخصيتى «جيكل» العالم الإنسانى بكل رقيه ورغبته فى التطور بالبشر وبين مستر «هايد» ذلك الجزء الحيوانى والغرائزى الذى بداخله، فرسالة «تشارلز» تتلخص فى أن التطور الحقيقى ليس هو التطور الجينى الذى يجعل من البشر ذوى قدرات خارقة، لكنه التطور الأخلاقى والسلوكى، ويضرب مثلاً بذلك من خلال معلومة الإنسان الأول الذى عندما تطور عن شكله الهجمى لم يحل بمكان إلا واختفت منه كل أشكال الحياة الأخرى! من هنا يناقش السيناريو نظرية أن الإنسان عدو الحياة الأول رغم أن الحياة هى التى منحته الوجود والعقل والتطور، ففى نهاية الفيلم عندما يفاجأ «تشارلز» بأن البشر الذين ساعدهم بتجنب حرب نووية ينقلبون عليه، فيقول له «إريك»: «هؤلاء هم البشر»! لكن «تشارلز» يجيبه بأن الرقى هو رقى الأخلاق والقدرة على التحكم فى الميزات العقلية الممنوحة لنا وليست فى استغلالها ضد من هم أضعف أو أقل قدرة. أما منطق «إريك» فى التعامل مع البشر من وجهة النظر المتعالية التى يرثها عن «شميت» أبيه الروحى وجلاده فى نفس الوقت فهو الذى يحيلنا لمستوى قراءة مختلف وجديد على هذه السلسلة وهو المستوى السياسى، فـ«إريك» يهودى لكن عنصريته ليست تجاه اليهود فقط ولكن تجاه كل البشر أو أشكال الحياة الذين يراهم أقل منه تطوراً وبالتالى لا يستحقون البقاء، وهى نظرة ليست بعيدة عن جوهر وجهة النظر اليهودية وتكفى عبارة «شعب الله المختار» للتدليل عليها.
بصريا.. يتفوق هذا الجزء على سابقيه من خلال الجموح الكامل نحو الخيال التشويقى، ويحسب للمخرج «ماثيو فوجين» هذا الإيقاع اللاهث الذى لا يترك أى مساحات للبطء الحوارى أو التقاط الأنفاس، ورغم تعدد القراءات الذى تحدثنا عنه فإن مساحة الحوار فى مقابل الأحداث التى تطور من الحبكة وتتصاعد بالصراع ضيقة جداً.
وعلى المستوى الشعرى فى السيناريو نجد الكثير من الإشارات ذات الدلالات الوجدانية المؤثرة مثل مشهد إصابة «تشارلز» فى نهاية الفيلم برصاصة يتفاداها «إريك» فتستقر فى عموده الفقرى لتجعله قعيد كرسى متحرك كما رأيناه منذ الجزء الأول للسلسلة، هذه الإصابة هى جزء من الدلالة الشعرية والفكرية لطبيعة الشخصيتين، فـ«تشارلز» رمز السلام والأخلاق نصف مشلول! بينما «إريك» رمز العدوانية والشر صحيح البدن (دكتور جيكل ومستر هايد مرة أخرى). فالإنسان يحمل بداخله كلا الوجهين، ولكن بأيهما يواجه العالم! هذا هو مأزق الاختيار البشرى!
يحقق 120 مليون دولار فى أول أسبوع لعرضه
بدأ عرض الفيلم الأمريكى «رجال إكس» الدفعة الأولى (X-Men First Class) فى مصر وعدد من دول العالم نهاية الأسبوع قبل الماضى، واستطاع الفيلم تصدر شباكى التذاكر الأميركى والعالمى، حيث بلغت إيرادات حتى الآن 56 مليون دولار فى أميركا وحدها، إضافة إلى 60 مليون دولار من عروضه فى العالم، ليصل إجمالى ما حققه 115 مليون دولار، ومن المتوقع تحقيق إيرادات أعلى خلال الفترة المقبلة، فى الوقت الذى تكلف فيه 160 مليون دولار أمريكى.
تدور أحداث الفيلم المستوحى من الكتب المصورة (الكوميكس) عام 1963 فى مجتمع المتحولين أصحاب القدرات الخارقة تماما مثلما درات أحداث الأجزاء الثلاثة السابقة من سلسلة «رجال إكس»، لكن قبل أن يعلنوا عن أنفسهم للعالم، ويستعرض الفيلم نشأتهم فى بدايات العصر الذرى، وقبل أن يصبح كل من «تشارلز إكسزافير» و«إيريك لينستر» هما البروفيسور «إكس» القعيد الذى يميل إلى الخير، و«ماجنيتو» الشرير، وقبل أن يصبحا ألد الأعداء، حيث كانا يعملان سوياً مع خارقين آخرين من أجل إيقاف محرقة نووية عالمية تهدد بفناء البشر وكل أشكال الحياة على كوكب الأرض.
يلعب بطولة الفيلم «جيمس ماكفوى» و«ميشيل فيسبندر» و«روز بيرن»، وأخرجه «ماثيو فوجان». وإلى جانب إيراداته الجيدة فى أسبوعه الأول، حصل الفيلم على إشادات كبيرة من عدد من النقاد، واعتبر أفضل أفلام الموسم الصيفى فى هوليوود حتى الآن، لتمتعه بالدراما الشيقة والمتعة البصرية فى آن واحد، وهو ما كانت تفتقده الصالات الأمريكية لتحقيق إيرادات كبيرة وانتعاش فى عوائد صناعة السينما منذ فترة طويلة، وتفوق الفيلم بذلك على عدد من الأفلام المتنافسة التى طرحت للعرض فى التوقيت نفسه قبل أسبوعين، والتى كان يتوقع صدارتها لشباك التذاكر فى أمريكا الشمالية، خاصة أن أغلبها أجزاء جديدة من سلاسل سينمائية شهيرة ينتظرها الجمهور منذ فترة، لكنها لم تحقق عائدات كبيرة، ومنها فيلم الرسوم المتحركة «كونغ فو باندا 2» الذى حقق100 مليون دولار فقط حتى الآن.